لقد كنا معاشر المؤمنين، نتوقع أن يرسل الله، عذابا من عنده إلى هذه الدول الكافرة التي تعدت حدوده، وقتلت كثيرا من عباده المؤمنين بغير حقٍ، وجعل قادتها محاربة الاسلام في طليعة أهدافهم؛ وستعبدوا الناس وقد ولدتهم أمهاتهم إحرارا؛ وظلموا كل ضعيف؛ ورتكبوا كل الجرائم بحق العباد؛ وعاثوا في الارض فسادا، وقالوا من أشد منا قوةً؟ فأتاهم الجواب من رب السماوات والأرض (حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) .
لقد كنا على يقينٍ من حصول هذا الامر، وكيف لا وهؤلائ قد رأيت ما ارتكبوا من ظلم، وما اقترفوا من جرم، وأقله نظامهم الاقتصادي الذي بنوه على المعاملات الربوية التي نهى الله عنها، وتوعد مرتكبيها بحربٍ منه، (وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ) .
لم نكن نعلم كيف سيكون شكل هذا العذاب ولا الوسيلة التي سيبين بها الله لهذا العالم عجزه التام عن مواجهت أمره،.
ولم تكن من بين تلك التصورات المحتملة لشكل هذا الجندي الذي سيهزم هذا العالم، المتباهي بقوته المادية، والمغتر بأسلحته النووية، والمتفاخر بقدراتها التدميرية، لم نكن نتصور كونه سيكون هذا الفيروس الصغير الذي لا يرى بالعين المجردة، (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) .
لقد أوضح الله لهؤلائ العتاة أنهم مهما وصلوا له من حضارةٍ وتطورٍ فلن يستطيعوا مجابهة قدرته، (وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) .
أجل لقد تحولت هذه الدول من دول عظمى تتحكم في العالم، إلى دول غارقة في أزماتها الداخلية، وتتقاتل في ما بينها على قفازٍ، أو كمامةٍ، او معقم، فهذه أمريكا العظمى تستولي على شحنة من المعدات الطبية كانت فرنسى المتغطرسة قد طلبتها من الصين، وهذه إيطاليا تذكرنا بما كان يحصل في ماضي الأزمان من قرصنة للسفن، وغير هذا الكثير مما هو متداول في وسائل الإعلام، من تغير في موازين القوة، وتأثير هذه الجائحة على اقتصادات هذه الدول، فما إن بدأت هذه الجائحة تضرب هذه الدول حتى بدأ اقتصادها يتهاوى، ففي أمريكا سجل أكثر من ثلاثة مليون أمريكي في ظرفٍ قياسيٍ للحصول على تعويضات البطالة، والله يؤتي ملكه من يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء وهو على كل شيءٍ قديرٌ.
)أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ . أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ . أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ . أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ
صدق الله العظيم.
تعليقات
إرسال تعليق